logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الأربعاء 26 نوفمبر 2025
01:53:20 GMT

الميركافا وصورة إسرائيل عن ذاتها عربة الرّب لا تصنع محاربين أقوياء!

الميركافا" وصورة "إسرائيل" عن ذاتها "عربة الرّب" لا تصنع محاربين أقوياء!
2024-11-16 03:37:09
ساره دبوق 

www.sadawilaya.com 

في كل عدوان تشنّه "إسرائيل" على شعوب منطقتنا، نلاحظ إصرارها العجيب على إدخال دبّابات "الميركافا" في عملياتها العسكرية. 

وعلى رغم "مجزرة الميركافا" عام 2006 في جنوبي لبنان (والتي كانت في الواقع حفلة شواء ضخمة للدبابات بواسطة صواريخ كورنيت)، مروراً بتحويل غزة إلى أكبر مصنع لإعادة تدوير الحديد في العالم، فإن "إسرائيل" لم تتوقف عن استخدام هذه الدبابة. فلماذا هذا الإصرار؟

"الميركافا".. "عربة الرّب" لا تصنع محارباً قوياً! 

تتجاوز دبابة "الميركافا" كونها مجرد آلة حربية في "إسرائيل"، لتصبح رمزاً عسكرياً وثقافياً ذا أبعاد أسطورية عميقة لشعب يزعم أنه "شعب الله المختار". 

ويقول الباحث الإسرائيلي، ياغيل ليفي، في كتابه "النزعة العسكرية المادية الإسرائيلية" (2007)، إنّ اختيار اسم "ميركافا" للدبّابة الرئيسة في جيش الاحتلال لم يكن مجرد تسمية عسكرية، بل خطوة واعية تهدف إلى الربط بعمق بين الهوية العسكرية المعاصرة و"التراث الديني القديم". أما الأهم فكان تحويل الصورة النمطية لليهودي من شخص سلبي ومنفي إلى محارب قوي. 

وتعني كلمة "ميركافا" بالعبرية "مركبة الرّب"، أو "عربة الرّب"، وهي مستمدة من رؤية النبي حزقيال في أسفار "العهد القديم". وتصف الرؤية مركبة سماوية مُعقدّة، شكّلت أساساً لتقاليد روحية عميقة في اليهودية، ترتكز على فكرة الصعود الروحي والتأمل في العوالم السماوية، والتواصل مع الحقائق الإلهية. على رغم أننا لا نعلم كيف يمكن أن تتوافق فكرة السّمو الروحي الذي تؤمّنه "الميركافا" مع مشاهد الأشلاء وأعمال الإبادة التي يقوم بها كيان الاحتلال في لبنان وغزّة!

وُلدت فكرة "الميركافا" من رحم حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، حين واجهت "إسرائيل" خسائر فادحة في دبّاباتها في أثناء اشتباكاتها مع الجيش المصري، الذي استخدم مقذوفات مضادة للدبابات روسية الصنع، من طراز "ساجر". 

وبدلاً من التفكير في أن "الدبّابات ربما ليست الحل لكل شيء"، قرر جيش الاحتلال تطوير دبابة إسرائيلية خالصة، تكون أولويتها القصوى حماية أرواح طاقمها. من أجل هذه الغاية شكّلت "إسرائيل" بعد الحرب لجنة برئاسة الجنرال، إسرائيل تال، لتصميم آلية تتكيّف مع جغرافيا فلسطين المحتلة والدول المجاورة، وتسمح للجنود بالتحرك من دون خوف من الأسلحة المضادة للدبابات.

وتقول "إسرائيل" إنّ دبابتها "ميركافا" واحدة من أقوى الدبابات في العالم، إذ تمّ تصميمها لتوفِّر حماية قصوى لطاقمها، بالإضافة إلى قدرتها القتالية المُتقدّمة. وتطوّرت هذه الدبابة على مدار عدّة أجيال من "ميركافا 1" حتى "ميركافا 4"، وأصبحت جزءاً أساسياً في سلاح الجيش الإسرائيلي منذ عام 2004، ويبلغ ثمنها نحو 6 ملايين دولار. 

وتتميّز "الميركافا" الأحدث، واسمها باراك (أي البرق)، بنظام حماية نشط قادر على اعتراض الصواريخ المُضادة للدبّابات، وتقنيات مُتقدّمة في الذكاء الاصطناعي لإدارة المعركة. كما تحتوي على مدفع رئيس عيار 120 ملم، إلى جانب أسلحة أخرى مثل المدافع الرشاشة، ومحرك خلفي يوفر حماية إضافية للطاقم. 

ومن مميزاتها الأخرى نظام للتحكّم في الحرائق، ونظام تعليق مائي هوائي متطور يسمح بالتنقل في تضاريس متنوعة. كما يمكن للدبابة نقل قوات إضافية في داخلها، ولها تصميم منخفض يجعل اكتشافها واستهدافها أكثر صعوبة في المعارك البرية. 

ولم ينس المصممون إضافة نظام تكييف داخلي للدبّابة كي يشعر الجنود بالانتعاش والبرودة في أثناء ارتكابهم لجرائمهم.

 "الميركافا" أو صورة "إسرائيل" عن ذاتها

واجهت "الميركافا" منذ نشأتها تحديّات جمّة في ساحات القتال المتعددة. فخلال اجتياح لبنان عام 1982، برزت صعوبات في مواجهة تكتيكات المقاومة اللبنانية، وهو ما دفع المهندسين إلى إعادة النظر في بعض جوانب التصميم. 

وفي سياق مغاير تماماً، استخدم جيش الاحتلال "الميركافا 3" في مناطق سكنية في أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000)، الأمر الذي كشف محدودية مرونتها وقدرتها على التكيّف مع بيئات القتال الحضرية. 

وشكّل عام 2002 نقطة تحوّل مأسَوية في تاريخ "الميركافا". إذ تمّ تدمير عدّة دبّابات في غزة باستخدام أسلحة بدائية نسبياً. وهذه الحوادث دفعت "إسرائيل" إلى تطوير نظام الحماية "تروفي"، وهو نظام دفاعي متطور يهدف إلى اعتراض الصواريخ المضادة للدروع قبل وصولها إلى الدبّابة. 

لكن التحدي الأكبر جاء في حرب 2006 مع لبنان، بحيث عانت "الميركافا" خسائر كبيرة لم تكن متوقعة، وما زال وادي الحجير في جنوبي لبنان شاهداً على مجزرة الدبّابات الشهيرة. 

هذه الخسائر المتتالية كشفت نقاط ضعف في تدريع الدبّابة، وخصوصاً في المنطقة أسفل البرج. واستغلت المقاومة الفلسطينية هذه الثغر، مُطوّرة أسلحة متقدمة مثل قذائف "ياسين  - 105"، التي تمكنّت من التغلب على أنظمة الحماية المتطورة لهذه الدبابة، وشكّلت تحدياً جديداً وخطيراً لآلة عسكرية لطالما عُدّت رمزاً للتفوق العسكري الإسرائيلي. 

وتمكّن المقاومون في المعارك الدائرة عند الحدود الجنوبية للبنان من تدمير كثير من الدبابات حتى لحظة كتابة هذه السطور. وهذه الخسائر تثير تساؤلات جدية بشأن فعالية الميركافا في الحروب الحديثة، وقدرتها على التكيّف مع أساليب القتال المتطوّرة، لمختلف الجماعات العسكرية. 

وعلى رغم الخسائر العديدة التي مُنيّت في ساحات القتال، فإن "إسرائيل" تستمر  في تطوير "الميركافا" وإنتاجها. 

ولعل هذا الإصرار لا ينبع فقط من اعتبارات عسكرية أو اقتصادية، بل هو مدفوع بعناد استراتيجي وجبن تاريخي عميق.  

في الحقيقة فإن بناء "الميركافا" ليس إلا انعكاساً لرؤية "إسرائيل" لذاتها: "دولة" مُحصّنة بجدران عازلة، قويّة في خيالها، ذات جنود يحاربون من خلف دروع حديدية، وتحميهم طائرات حربية فوقهم وعلى جنبيهم.. إلى أن تصيبهم أول رصاصة من مقاوم متربّص عند الحدود! 

"الميركافا"، إذاً، دليل حيّ على أن هناك دولاً تُفضّل الاستمرار في الحفر عندما تجد نفسها في بئر عميقة، بدلاً من التوقف والتفكير في سلّم للخروج.


ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
واشنـطـن غـيـر مـرتـاحـة لـمـيـقـاتـي! عـبـدالله قـمـح ليس على أجندة الولايات المتحدة أي بند يتعلق بإجراء تعديلات عل
في ما وراء غياب «عقيدة بيغن» أميركا - إيران: الخيار العسكري لا يزال بعيداً
نواف سلام وتصدير الثورة
خطاب الشيخ نعيم قاسم بين المقاومة الأسطورية وإدارة المرحلة الانتقالية
لجنة رئاسية تُعِدّ رداً على أفكار باراك
العدو يستولي على المجيدية والعباسية وبسطرة
صفقة القرن» البحريّة: الوصاية الأميركية تُهدي قبرص 5,000 كلم² من ثروات لبنان!
مقابلة الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي مع صحيفة النهار اللبنانية: في ظل التطورات السياسية الأخيرة
تفاؤل حقيقي أو مفخخ؟
الاخبار : الحرب الأميركية – الإسرائيلية مستمرة على حزب الله: مشروع قانون للعزل وسرديّة عن بطولات الموساد
ندى ايوب : تيار «سيادي - تغييري» ضدّ الدولة: هل قلت حكومة بلا حزبيين؟
الفوضى الآتية أصعب من الحرب الأهلية؟ طوني عيسى السبت, 19-تموز-2025 خلف الستارة، مشاهد ساخنة يتمّ تحضيرها على مسرح الشر
أبعاد ومآل استجابة اليمن لطلب حركة حماس
بري مُطمئِن: لا حرب.. وهذا ردّي على مقاطعي التشريع
بدأ القسم الأصعب
الاخبار : قانون التقاعد: الشيطان في المراسيم
العدو يتجسّس على جمعيّات مسيحيّة: عميل عين ابل زوّد الإسرائيليّين بصور عبر «البث المباشر»
أخطأ حزب الله في بيروت
«نزعُ السلاح» عنوان إسرائيل للاستثمار !
لا حماس في الخارج للانتخابات: إفشال محاولة قوّاتية للتلاعب بمهلة تسجيل المغتربين
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث